كما يتّضح من هذه النقطة أنّ ، المجتمع المتخلف والمتأخر يستطيع أن ينجز أعمالاً مهمة وعظيمة إذا تمتّع ببرنامج صحيح وإدارة مخلصة.
٨ ـ الزعيم الإلهي والقائد الرباني لا يلتفت إلى الجزاء المادي والنفع المالي وإنّما يقتنع بما حباه الله.
وفي القرآن الكريم نقرأ مراراً في قصص الأنبياء أنّهم لم يكونوا يطلبون المال جزاءً لأعمالهم ودعواتهم.
٩ ـ إحكام الامور هو درس آخر نستفيده من هذه القصة.
١٠ ـ مهما كان الإنسان قوياً ومتمكناً وصاحب قدرة واستطاعة في إنجاز الأعمال ، فعليه أن لا يغتر بنفسه ، وهذا هو درس آخر نتعلّمه من قصة «ذو القرنين».
١١ ـ كل شي إلى زوال مهما كان محكماً وصلداً. هذا هو الدرس الأخير في هذه القصة ، وهو درس للذين يتمنّون أو يظنون خلود المال أو المنصب والجاه.
ثانياً ـ من هم يأجوج ومأجوج؟ذكر القرآن الكريم يأجوج ومأجوج في سورتين ، إذ وردت المرّة الاولى في الآيات التي نبحثها ، والثانية في سورة الأنبياء ، الآية (٩٦).
الآيات القرآنية تؤيّد بوضوح أنّ هذين الاسمين هما لقبيلتين همجيتين كانتا تؤذيان سكّان المناطق المحيطة بهم. حيث طلب أهل القفقاز من «كورش» عند سفره إليهم أن ينقذهم من هجمات هذه القبائل ، لذلك أقدم على تأسيس السد المعروف بسدّ ذي القرنين.
(وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً (٩٩) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً (١٠٠) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً (١٠١) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً) (١٠٢)
عاقبة الكافرين : لقد تناولت الآية السابقة سد يأجوج ومأجوج وانهدامه عند البعث ، وهذه الآيات تستمر في قضايا القيامة ، فتقول أوّلاً : إنّنا سنترك في ذلك اليوم ـ الذي ينتهي فيه العالم ـ بعضهم يموج ببعض : (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِى بَعْضٍ).
إنّ استخدام كلمة «يموج» إمّا بسبب الكثرة الكاثرة للناس في تلك الواقعة ، أو بسبب