(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (٢١) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (٢٢) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذَا رَشَداً) (٢٤)
نهاية قصة أصحاب الكهف : لقد وصلت بسرعة أصداء هجرة هذه المجموعة من الرجال المتشخّصين إلى كل مكان وأغاظت بشدّة الملك الظالم. لقد أصدر الحاكم تعليماته إلى جهاز شرطته للبحث عن أصحاب الكهف في كل مكان ، وعليهم أن يتّبعوا آثارهم حتى إلقاء القبض عليهم ومعاقبتهم.
وقد يكون هذا الأمر ـ وهو قيام مجموعة من ذوي المناصب في الدولة بترك مواقعهم العالية في الدولة وتعريض أنفسهم للخطر ـ هو بحدّ ذاته سبباً ليقظة الناس ومصدراً لوعيهم ، أو لوعي قسم منهم على الأقل.
إنّ قصة هؤلاء النفر قد استقرّت في صفحات التاريخ وأخذت الأجيال والأقوام تتناقلها عبر مئات السنين.
والآن لنعد إلى الشخص المكلّف بشراء الطعام ولننظر ماذا جرى له.
لقد دخل المدينة ولكنه فغر فاه من شدّة التعجب ، فالشكل العام للبناء قد تغيّر ، هندام الجميع ولباسهم غريب عليه ، الملابس من طراز جديد ، خرائب الأمس تحوّلت إلى قصور ، وقصور الأمس تحوّلت إلى خرائب.
إنّه لا يزال يعتقد بأنّ نومهم في الغار كان ليوم أو بعض يوم.
لقد انتهى عجبه عندما مدّ يده إلى جيبه ليسدّد مبلغ الطعام الذي اشتراه ، فالبائع وقع