(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قوله تعالى : (الْحَاقَّةُ) ـ ١ ـ (مَا الْحَاقَّةُ) ـ ٢ ـ ثم بين ما الحاقة يعنى الساعة التي فيها حقائق الأعمال ، يقول يحق للمؤمنين عملهم ، ويحق للكافرين عملهم ، ثم قال للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) ـ ٣ ـ تعظيما لها لشدتها ، ثم قال : هي القارعة ، والساعة التي (كَذَّبَتْ) بها (ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ) ـ ٤ ـ ، نظيرها فى سورة القارعة (١) وإنما سميت القارعة لأن الله ـ عزوجل ـ يقرع أعداءه بالعذاب ، ثم أخبر الله ـ تعالى ـ عن عاد وثمود فقال : (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) ـ ٥ ـ يقول عذبوا بطغيانهم ، والطغيان حملهم على تكذيب صالح النبي ـ صلى الله عليه (٢) ـ (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا) يعنى عذبوا (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) يعنى باردة (عاتِيَةٍ) ـ ٦ ـ شديدة عتت على خزانها بغير رأفة ولا رحمة (سَخَّرَها) يعنى سلطها (عَلَيْهِمْ) الرب ـ تبارك وتعالى ـ (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) فهي كاملة دائمة لا تفتر عنهم فيهن ، يعذبهم بالريح كل يوم حتى «أفنت (٣)» أرواحهم يوم الثامن (فَتَرَى) يا محمد (الْقَوْمَ فِيها) يعنى فى تلك
__________________
(١) يشير إلى الآيات الأولى من سورة القارعة ، فى قوله تعالى : (الْقارِعَةُ ، مَا الْقارِعَةُ ، وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ).
(٢) فى الجلالين : «بالطاغية» بالصيحة المجاوزة للحد فى الشدة.
(٣) فى أ : «أعزبت» ، وفى ف : «أفنت».