(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قوله (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) ـ ١ ـ وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بعث سرية إلى «حنين (١)» من كنانة ، واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصارى أحد النقباء ، فغابت فلم يأت النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خبرها ، فأخبره الله ـ عزوجل ـ عنها فقال : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) يعنى الخيل ، «وقيل (٢)» إن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بعث سرية إلى أرض تهامة ، وأبطأ عليه الحبر فجعلت اليهود والمنافقون إذا رأوا رجلا من الأنصار أو من المهاجرين تناجوا يأمره ، فكان الرجل يظن أنه قد مات ، أو قتل أخوه ، أو أبوه ، أو عمه ، وكان يجد من ذلك أمرا عظيما ، فجاءه جبريل ـ عليهالسلام ـ يوم الجمعة عند وقت الضحى ، فقال : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) يقول غدت الخيل إلى الغزوة حتى أصبحت فعلت أنفاسها بأفواهها ، فكان لها ضباح كضباح الثعلب ، ثم قال : (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) ـ ٢ ـ يقول يقدحن بحوافرهن فى الحجارة نارا كنار «أبى حباحب (٣)» ، وكان «شيخا (٤)»
__________________
(١) فى أ : «جبر» ، وفى ف : «حنين» ، وفى ل : «حين».
(٢) فى أ ، ف ، ل : «وذلك» ، وهو تكرير لما سبق فعدلته إلى : «وقيل» ، ليفهم أنه رواية أخرى فى سبب النزول ، ولعل النبي كان قد بعث سريتين وأبطأ عليه خيرهما.
أخرج البزار وابن أبى حاتم ، والحاكم عن ابن عباس ، قال : بعث رسول الله (ص) خيلا ولبث شهرا لا يأتيه خيرها ، فنزلت (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) (لباب النقول للسيوطي : ٢٤١)
(٣) فى ف : «أبى حباحب» ، وفى أ : «أبى صاحب».
(٤) فى أ ، ف : «شيخ».
تفسير مقاتل بن سليمان ج ٤ ـ م ٥١