حول محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ثم قال : لو أن جعالا أتى محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأخبره لصدقه ، وزعم أنى ظالم ، ولعمري ، إنى ظالم إذ جئنا بمحمد من مكة ، وقد طرده قومه فواسيناه بأنفسنا ، وجعلناه على رقابنا ، أما والله ، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، ولنجعلن علينا رجلا منا. يعنى نفسه ، يعنى بالأعز نفسه وأصحابه (١) ، ويعنى بالأذل ـ النبي صلىاللهعليهوسلم ـ وأصحابه ، فقال زيد بن أرقم الأنصارى ـ وهو غلام شاب ـ : أنت والله الذليل القصير «المبغض (٢)» فى قومك ومحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى عز من الرحمن ، ومودة من المسلمين ، والله ، لا أحبك بعد هذا الكلام أبدا. فقال عبد الله : إنما كنت ألعب معك. فقام زيد فأخبر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فشق عليه قول عبد الله بن أبى وفشا فى الناس أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ غضب على عبد الله لخبر زيد لخبر زيد فأرسل النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى عبد الله فأتاه ومعه رجال من الأنصار يرفدونه ويكذبون عنه. فقال له النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أنت صاحب هذا الكلام الذي بلغني عنك. قال عبد الله : والذي أنزل عليك الكتاب ما قلت شيئا من ذلك قط ، وإن زيدا لكاذب وما عملت عملا قط أرجى فى نفسي أن يدخلني الله به الجنة من غزاتي هذه معك ، وصدقه الأنصار ، وقالوا : يا رسول الله شيخنا وسيدنا لا يصدق عليه قول غلام من غلمان الأنصار مشى بكذب ونميمة فعذره النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفشت الملامة لزيد فى الأنصار ، وقالوا : كذب زيد ، وكذبه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وكان زيد يساير النبي ـ صلى الله
__________________
(١) كذا فى أ ، ف.
(٢) فى أ : «المنقصر» ، وفى ف : «المبغض».