من عنده مؤمنين فلم يبعث الله ـ عزوجل ـ نبيا إلى الإنس والجن قبل محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : يا رسول الله ، مر لنا برزق حتى نتزود فى سفرنا؟ فقال لهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فإن لكم أن «يعود» (١) العظم لحما والبعر حبا هذا لكم إلى يوم القيامة فلا يحل للمسلم أن يستنجى بالعظم ولا بالبعر ولا بالرجيع يعنى رجيع الدواب ولم يبعث الله نبيا إلى الجن والإنس قبل محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقال ابن مسعود : لقد رأيت رجالا مستنكرين طولا سودا كأنهم من أزد شنوءة لو خرجت من ذلك الخط لظننت أنى سأختطف ، قوله : (أَوَلَمْ يَرَوْا) يقول أو لم يعلموا (أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) نزلت فى أبى بن خلف الجمحي عمد فأخذ عظما «حائلا» (٢) نخرا فأتى به النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : يا محمد ، أتعدنا إذا بليت عظامنا ، وكنا رفاتا أن الله يبعثنا خلقا جديدا ، وجعل يفت العظم ويذريه فى الريح ، ويقول : يا محمد ، من يحيى هذا؟ قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : يحيى الله هذا ، ثم يميتك ، ثم يبعثك فى الآخرة ويدخلك النار ، فأنزل الله ـ تعالى ـ يعظه ليعتبر فى خلق الله فيوحده (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ) أو لم يعلموا أن الله (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) لأنهم مقرون أن الله الذي خلقهما وحده (وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) فى الآخرة ، وهما (٣) أشد خلقا من خلق الإنسان بعد أن يموت ولم يعي بخلقهن إذ خلقهن يعنى كيف يعيى عن بعث الموتى نظيرها
__________________
(١) فى أ : «يقول» ، وفى حاشية أ : «يعود ، محمد» ، وفى ف ، «يعود».
(٢) فى ف : «حايلا» ، وفى أ : «حائلا» ، أى متغير الحال.
(٣) أى السماء والأرض.