يعنى «هود» (١) النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ) والأحقاف الرمل عند «دك (٢) الرمل» باليمن فى حضرموت (وَقَدْ خَلَتِ) يعنى مضت (النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) يعنى الرسل من بين يديه (وَمِنْ خَلْفِهِ) يقوله قد مضت الرسل إلى قومهم من قبل هود ، كان منهم نوح ـ عليهالسلام ـ وإدريس جد أبى نوح ، ثم قال ومن بعد هود ، يعنى قد مضت الرسل إلى قومهم : (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) يقول لم يبعث الله رسولا من قبل هود ، ولا بعده إلا أمر بعبادة الله ـ جلّ وعزّ ـ (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ـ ٢١ ـ فى الدنيا لشدته (٣). (قالُوا) اليهود : (أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا) يعنى لتصدنا وتكذبنا (عَنْ) عبادة (آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) من العذاب (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) ـ ٢٢ ـ بأن العذاب نازل بنا ، فرد عليهم هود (قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ) يعنى نزول العذاب بكم عليه عند الله إذا شاء أنزله (وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ) إليكم من نزول العذاب بكم (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) ـ ٢٣ ـ العذاب (فَلَمَّا رَأَوْهُ) : العذاب (عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ) والعارض بعض السحابة التي لم تطبق السماء التي يرى ما فيها من المطر (قالُوا) لهود : (هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا) لأن المطر كان حبس عنهم وكانت
__________________
(١) فى أ : «هدد» ، وفى ف : «هود».
(٢) فى أ : «دكاول».
(٣) فى أ ، ف خلاف فى ترتيب هذه الآية فقد ذكرت فيهما الآية كالآتى (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ «إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ») ، (وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) وقد رتبت الآية كما وردت فى المصحف.