إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير مقاتل بن سليمان [ ج ٢ ]

تفسير مقاتل بن سليمان [ ج ٢ ]

101/797
*

فبعثوا عمرو بن ضمضم الغفاري إلى مكة مستغيثا فخرجت قريش ، وبعث (١) النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عدى بن أبى الزغفاء عينا على العير ليعلم أمرهم ، ونزل جبريل ـ عليه‌السلام ـ فأخبر النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعير أهل مكة فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لأصحابه : «إن الله يعدكم إحدى الطائفتين : إما العير ، وإما النصر والغنيمة ، فما ترون؟» فأشاروا عليه بل نسير إلى العير وكرهوا القتال ، وقالوا : إنا لم نأخذ أهبة القتال وإنما نفرنا إلى العير. ثم أعاد النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ المشورة : فأشاروا عليه بالعير. فقال سعد بن عبادة الأنصارى : يا رسول الله ، انظر أمرك فامض له فو الله لو سرت بنا إلى عدن ما تخلف عنك رجل من الأنصار. ففرح النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حتى عرف السرور فى وجهه فقال المقداد بن الأسود الكندي : إنا معك. فضحك النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، وقال لهم : معروفا. فأنزل الله ـ عزوجل ـ (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ) (٢) (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) ـ ٥ ـ للقتال ، فلذلك (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) فى أمر الغنيمة ، فيها تقديم ، ثم قال : (يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ) لهم أنك لا تصنع إلا ما أمرك الله (كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) ـ ٦ ـ (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ) العير أو هزيمة المشركين وعسكرهم (٣) «أَنَّها لَكُمْ» (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ)

__________________

(١) فى أ : فبعث.

(٢) فى أ : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ ...) إلى قوله (... لَكارِهُونَ) ، وقد ورد ما ذكره مقاتل فى أسباب النزول للسيوطي : ١٠٥.

(٣) ما بين القوسين «...» ساقط من الأصل.