واختلف الناس فيه من وجه آخر
فقال بعضهم : قد يجوز ان يقع الكلام ضرورة للمتكلّم ويجوز ان يقع اختيارا ، وهذا (١) قول «ابى الهذيل» وذلك انه كان يزعم ان كلام اهل الآخرة وصدقهم خلق الله باضطرار
وكذلك يقول «عبد الله بن كلّاب» ان الكلام يكون اضطرارا ويكون اكتسابا
وابى هذا قوم وزعموا ان الكلام لا يقع الا فعلا للمتكلّم
وقال كثير من هؤلاء انه وان كان لا يقع ضرورة للمتكلّم فقد يقع ضرورة للجسم الّذي احلّه فيه المتكلّم لان الضرورة عندهم ما حلّ فى جسم والفعل من غيره (٢)
واختلف الناس فى تأويل قول الله عزوجل : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ) (٢٤ : ٢٤) وفى كلام الذراع فقالوا فى ذلك اقاويل :
قال قائلون : كلام الذراع خلق لله (٣) اضطرّ الذراع إليه وكذلك شهادة الالسنة والايدى والارجل
وقال قائلون : فى كلام الذراع ان الله سبحانه خلقها خلقا احتملت القدرة والحياة وخلق فيها القدرة ففعلت الكلام باختيار ، وكذلك يقول قائلون نحو هذا فى قول الله عزوجل : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ
__________________
(٢) من غيره : فى غيره ح
(٣) خلق لله د خلق الله ق ح
(١) (٣ ـ ٤) راجع كتاب الانتصار ص ٧٠ ـ ٧١ والفرق ص ١٠٤ ـ ١٠٥ والملل ص ٣٥ مقالات الاسلاميين ـ ٣٩