وقالت طائفة : القرآن عرض وهو حروف مؤلّفة مسموعة محال ان تقوم بالله سبحانه ولكنها قائمة بالاجسام القائمات بالله عزوجل وهو مع هذا عند هؤلاء مخلوق قائم باللوح المحفوظ مرئىّ فاذا تلاه تال او حفظه حافظ او كتبه كاتب فان كل تال وكل كاتب وحافظ ينقله بتلاوته وخطّه وحفظه فلو كان الذين (١) يتلونه ويكتبونه ويحفظونه فى كل مكان من السموات العلى (٢) والارضين السفلى وما بينهما وكانوا بعدد النجوم والرمل والثرى فكلهم ينقل القرآن بعينه من اللوح المحفوظ إليه حيث كان وهو مع ذلك فى اللوح قائم ماكث قد نقله من لا يحصى عددهم الا الله فى الاماكن كلها فى حال واحدة وفى احوال ، فهو عندهم حكمه (٣) خلاف حكم غيره من كل مفعول (٤) من الاعراض خارج من المعقولات (٥) لانه (٦) كلام الله ـ زعموا ـ فهو خارج من حكم غيره من الخلق ولانه ان لم يكن هكذا لم يسمع احد كلام الله سبحانه على الحقيقة
وقالت طائفة اخرى مثل هذا غير انهم زعموا ان القرآن هو الحروف نعنى (٧) التأليف
ثم اختلف هؤلاء فى باب آخر :
فقالت طائفة منهم ان القرآن لما (٨) كان اعراضا هو (٩) (؟) الحروف فمحال
__________________
(١) الذين : فى الاصول الّذي
(٢) العليى : فى الاصول العلى
(٣) عندهم حكمه ح عندهم حكمه عندهم د ق س
(٤) مفعول ـ معقولات : كذا فى الاصول
(٥) مفعول ـ معقولات : كذا فى الاصول
(٦) لانه : لانهم د
(٧) نعنى : بمعنى ح
(٨) لما : ما د
(٩) اعراضا هو : كذا فى الاصول ولعله عرضا هو