فى علمه وعقله ورأيه وقوله (١) وفصاحته فلما كان الله عزوجل لا يوصف بالابعاض لم يجز ان يوصف بالكمال فى ذاته ولا بالنقصان ولما لم يجز ان يشرف بافعاله (٢) لم يجز ان يوصف بالكمال (٣) فى ذاته من جهة (٤) الافعال وكذلك لا يوصف بأنه وافر لأن معنى ذلك كمعنى الكامل وكذلك لا يقال تامّ لان تأويل التامّ والكامل واحد
وقال : لا يجوز ان يوصف بالشجاعة لأن الشجاعة هى (٥) الجرأة على المكاره وعلى الامور المخوفة
وكان يزعم ان الوصف لله سبحانه بأنه مختار معناه انه مريد اذ لم يكن ملجأ الى ما اراده ولا مكرها ولا مضطرّا إليه والإرادة هى الاختيار وكذلك القول فى ان الانسان مختار عنده وان الاختيار غير المختار كما ان الإرادة غير المراد وان اختيار الله للانبياء هو اختياره لارسالهم وهو ارادته لذلك ، وزعم ان معنى الاصطفاء من الله للانبياء برسالته هو اختصاصه اياهم بها وليس (٦) معنى الاصطفاء معنى الاختيار لأن كل ما يريده (٧) الانسان من غير ان يلجأ إليه فهو مختار [له] كما يكون مختارا (٨) للأكل والشرب ولا يكون مصطفيا (٩) لذلك ، وزعم ان الإرادة ليس هى الضمير وان الضمير محلّ الإرادة
__________________
(١) وقوله : وقوته د
(٢) لم يجز ان يوصف ... بافعاله : ساقطة من ح
(٣) بالكمال : كذا فى الاصول
(٤) من جهة د من ق س ح
(٥) هى : هو د ح
(٦) معنى الاصطفاء ... وليس : ساقطة من ح
(٧) يريده د يريد ق س ح
(٨) مختارا : مختار د ق
(٩) مصطفى ح