وزعمت (١) «البطيخية» ان اهل الجنّة فى الجنّة يتنعّمون وان اهل النار فى النار يتنعّمون بمنزلة دود الخلّ يتلذّذ بالخلّ ودود العسل يتلذّذ بالعسل
وقال «ابو الهذيل» (٢) ـ وقد حكينا قوله قبل هذا الموضع ـ ان اهل الجنّة تنقطع حركاتهم فيسكنون سكونا دائما ويكونون سكونا بسكون باق (٣) متلذّذين بلذّات باقية
وزعم بعض المعتزلة ان معنى ان الله هو الآخر انه الباقى
وقال من مال الى انه لا شيء الا موجود ان معنى الاول انه لم يزل كائنا ولا شيء سواه وان الاشياء لو كانت تعلم اشياء غير كائنة لم يصحّ ان البارئ هو الاول اذ كان لا يصحّ الوصف له بأنه موجود الا وهو عالم باشياء غير كائنة ، وقال من خالفهم ان حقيقة الاول انه لم يزل موجودا (٤) ولا شيء سواه موجود وان كانت الاشياء يعلمها اشياء غير كائنة
القول فى البارئ انه كامل
كان «الجبّائى» لا يزعم ان البارئ يوصف بأنه كامل لأن الكامل هو من (٥) تمّت خصاله وابعاضه ولأن الكامل فى بدنه هو الّذي قد تمّت ابعاضه وكذلك الكامل فى خصاله من تمّت خصاله منّا نحو كمال الرجل
__________________
(٣) بسكون باق : بسكون س
(٤) موجود موجودا د
(٥) هو من : من س
(١) (١ ـ ٣) راجع ص ٤٧٥ : ٣ ـ ٤
(٢) (٤ ـ ٦) راجع ص ١٦٣ وص ٤٧٥ : ١ ـ ٢