فهجّنهم بذلك وما كان تهجينا فى نصّ القرآن فهو اغلظ مما كان تهجينا فى استعمال العامّة
وسمعت «احمد بن سلمة الكوشانى (١)» وكان من اصحاب «الحسين النجّار» يقول لا ازعم ان البارئ يفعل الجور لأن هذا القول يوهم انه جائر ، وهذا القول منه غلط عندى
ومن «اهل الاثبات» من يقول ان الله يفعل فى الحقيقة بمعنى يخلق وان الانسان لا يفعل فى الحقيقة وانما يكتسب فى التحقيق لأنه لا يفعل الا من يخلق اذ (٢) كان معنى فاعل فى اللغة معنى خالق ولو جاز ان يخلق الانسان بعض كسبه لجاز ان يخلق كل كسبه كما ان القديم لما خلق بعض فعله خلق كل فعله
واتفق «اهل الاثبات» على ان معنى مخلوق معنى محدث ومعنى محدث معنى مخلوق ، وهذا هو الحقّ عندى وإليه اذهب وبه اقول
وقال «زهير الاثرى» و «ابو معاذ التومنى» : معنى مخلوق انه وقع (٣) عن إرادة من الله (٤) وقول (٥) له كن ، وقال كثير من المعتزلة بذلك منهم «ابو الهذيل»
وقد قال قائلون : معنى المخلوق ان له خلقا ولم يجعلوا الخلق قولا على وجه من الوجوه ، منهم «ابو موسى» و «بشر بن المعتمر»
__________________
(١) الكوشانى : فى الاصول بالسين المهملة
(٢) اذ : اذا د
(٤) إرادة من الله : إرادة لله س
(٥) وقولى د
(٣) (١٤ ـ ١٥) راجع ص ١٨٩ ـ ١٩٠ و ٣٦٣ و ٥١٠ مقالات الاسلاميين ـ ٣٥