يقول لم يزل سامعا مبصرا (١) ولا يقول لم يزل يسمع ويبصر ويدرك لأن ذلك يعدّى الى مسموع ومبصر ومدرك ، وكان يقول ان الوصف لله بأنه سامع مبصر من صفات الذات وان كان لا يقال لم يزل سامعا مبصرا كما انّ وصفنا له بأنه عالم بانّ زيدا مخلوق من صفات الذات وان كان (٢) لا يقال لم يزل عالما بأنه يخلق ، قال : وقد نقول سميع (٣) بمعنى يسمع الدعاء ومعناه يجيب الدعاء وهو من صفات الفعل ، وكان يقول ان البارئ لم يزل رائيا بمعنى لم يزل عالما ويقول يرى نفسه بمعنى يعلمها ، وكان يزعم ان البارئ لم يزل عالما ولا يقول لم يزل رائيا بمعنى لم يزل مدركا والرائي عنده قد يكون بمعنى عالم وبمعنى مدرك ، و (٤) كذلك القول بصير قد يكون عنده (٥) بمعنى عالم كالقول : فلان بصير بصناعته اى عالم (٦) بها فيقول البارئ (٧) لم يزل بصيرا بمعنى لم يزل عالما ويقول لم يزل بصيرا بمعنى يرى نفسه وانه بخلاف ما لا (٨) يجوز ان يبصر ونكذب من زعم انه اعمى وندلّ بهذا القول على ان (٩) المبصرات اذا كانت ابصرها ، فيلزمه (١٠) ان يقول ان البارئ لم يزل مدركا على هذا المعنى ، وكان يقول ان البارئ لم يزل قويّا قاهرا عالما مستوليا مالكا وكذلك القول بأنه متعال على معنى انه منزّه كقوله :
__________________
(١) سامعا مبصرا ح سامعا د ق س
(٢) وان كان : وان ح ولو كان د
(٣) سميع : سمع د ق س
(٥) قد يكون عنده : عنده ح
(٦) اى عالم : عالم ح
(٧) البارئ : ان البارئ ح
(٨) ما لا : ما لم ح من لم د ق س
(٩) على ان : على ق
(١٠) ويلزمه د ق ح
(٤) (١٠ ـ ١٤) راجع ص ١٧٦