ان يكره وكذلك الحبّ يوصف البارئ بضدّه من البغض وكذلك الرضى والسخط والامر والنهى والصدق قد يوصف البارئ بالقدرة على ضدّه من الكذب (١) وان لم يوصف بالكذب وقد يوصف بالمتضادّ من كلامه كالأمر والنهى ، وكل اسم اشتقّ للبارئ من فعله كالقول متفضّل منعم محسن خالق رازق عادل جواد وما اشبه ذلك فهو من صفات الفعل وكذلك كل اسم اشتقّ للبارئ (٢) من فعل غيره (٣) كالقول معبود من العبادة وكالقول مدعوّ من دعاء غيره اياه فليس من صفات الذات ، وكل ما جاز ان يرغب الى البارئ فيه ليس من صفات الذات
وقالت المعتزلة بأسرها ان الوصف لله سبحانه بأنه مريد من صفات الفعل الا «بشر بن المعتمر» (٤) فانه زعم ان الله لم يزل مريدا لطاعته دون معصيته
وزعم (٥) جماعة من «البغداذيين» من المعتزلة ان الوصف لله بأنه مريد قد يكون بمعنى انه كوّن الشيء والإرادة لتكوين الشيء هى الشيء ، وقد يكون الوصف لله (٦) بأنه مريد للشىء بمعنى انه امر بالشيء كنحو (٧) (؟) الوصف له بأنه مريد بمعنى انه حاكم بالشيء مخبر عنه وكنحو (؟)
__________________
(١) الكذب : الكف ح
(٢) للبارئ : محذوفة فى ق س ح
(٣) من فعل غيره : من غيره ح
(٦) لله : له ح
(٧) كنحو : لعله ويكون وكنحو : لعله كنحو
(٤) (١٠ ـ ١١) بشر بن المعتمر : راجع ص ١٩٠ : ٧ ـ ٨
(٥) (١٢ ـ ص ٥١٠ : ٢) راجع ص ١٩٠ ـ ١٩١ و ٣٦٥ : ١ ـ ٦ مقالات الاسلاميين ـ ٣٣