وبلغنى ان سائلا (١) سأله مرّة فقال : من اين علمت ان البارئ حىّ (٢)؟ فلم يأت بجواب مقنع ، وان سائلا سأله فقال : اذا كان معنى اسماء الله لذاته انه شيء لا كالاشياء فهل يجوز ان يسمّى نفسه جاهلا بدلا من تسميته عالما واللغة بحالها (٣) اذا كان لا يرجع بقوله لا كالعلماء الا الى معنى انه شيء لا كالاشياء؟ فاجاز ذلك ، فقال له : وكذلك يسمّى نفسه عاجزا ومواتا ويسمّى نفسه انسانا ويسمّى نفسه (٤) حمارا ويسمّى نفسه فرسا ومعنى ذلك انه لا كالاشياء؟ فاجاز ذلك ـ نعوذ بالله من الخذلان المهوّر ومن الحور بعد الكور ومن الكفر بعد الايمان
وبلغنى ان أبا الحسين سأله سائل فقال له : اذا قلت ان البارئ متكلّم بكلام فى غيره فقل : يسكت بسكوت فى غيره! فقال : كذلك اقول فوصف الله سبحانه بالسكوت
واما «البغداذيون» فيقولون ان البارئ لم يزل عالما كبيرا قادرا حيّا سميعا بصيرا إلها قديما عزيزا عظيما غنيّا جليلا (٥) واحدا احدا فردا سيّدا مالكا ربّا قاهرا رفيعا عاليا (٦) كائنا موجودا أوّلا باقيا (٧) رائيا مدركا سامعا مبصرا بنفسه لا بعلم وحياة وقدرة وسمع وبصر وإلهيّة وقدم وعزّة وعظم ولا بجلال وكبرياء وغنى ولا سودد وقهر وربوبية
__________________
(١) سائلا : انسانا س
(٣) بحالها : يجوز ان يسمّى نفسه جاهلا بحالها س
(٤) عاجزا ... انسانا ويسمى نفسه : ساقطة من ق س ح
(٥) جليلا : جليلا كبيرا د
(٦) عاليا : فى د «عالما» وهى محذوفة فى ق س ح
(٧) باقيا أولا ح
(٢) (٢ ـ ٨) راجع ص ١٩٨ : ٨ ـ ٩