وبلغنى ان «ابن النجرانى (١)» كان يقول : لا معلوم الا موجود فقيل له : فكيف (٢) تقول فى المقدور؟ فقال : لا اقول ان مقدورا فى الحقيقة لانه (٣) كان يحيل القدرة على الموجود ، وكان «الصالحى» يقول : القدرة على الشيء فى وقته وقبل وقته ومعه ، وكان يثبّته مقدورا موجودا فى حال كونه
وكان «ابن الراوندى» يقول ان المعلومات معلومات قبل كونها وانه لا شيء الا موجود وان المأمور به والمنهىّ عنه وكذلك كل ما تعلّق (٤) بغيره يوصف به الشيء قبل كونه وكل ما كان رجوعا الى نفس الشيء لم يسمّ ولم يوصف (٥) به قبل كونه
وكان «الصالحى» يخطّئ من قال : اذا ثبّتّ الله (٦) عالما نفيت جهلا واذا ثبّتّه قادرا نفيت عجزا
وكان (٧) يجيز ان يقدر الله عزوجل الميّت فيفعل وهو ميّت غير حىّ واذا جاز ان يقدر منّا من ليس بحىّ ويظهر الفعل منّا (٨) ممن ليس بحى فقد بطلت دلالة افعال البارئ على انه حىّ وبطل ان يدلّ انه حىّ على انه (٩) قادر اذا جاز ان يقدر عنده من ليس بحىّ
__________________
(١) النجرانى د ح البحرانى س البحرانى ق
(٢) فكيف : كيف د
(٤) تعلق : لعله يتعلق
(٥) يوصف : كذا فى ح وفى موضعها اثر حك وفى د ق س نصف
(٦) الله : ان الله س
(٨) منا (بالموضعين) : مينا ق س
(٩) حي على انه : ساقطة من ق س ح
(٣) (٦ ـ ٩) راجع ص ١٥٩ ـ ١٦٠
(٧) (١٢) راجع اصول الدين ص ٢٩