ما حكينا عنه من انه لا يستدلّ (١) بالاعراض ، واذا قيل له : من كم وجه يعرف الحقّ؟ قال : من كتاب الله عزوجل واجماع المسلمين وحجج العقول ، وهذا نقض قوله : لا اقول ان الاعراض تدلّ على الحقّ
وكان (٢) «الناشئ» لا يستدلّ بالافعال المشتقّة (٣) فى الحكمة من البارئ على ان فاعلها عالم قادر لأنها قد تظهر من الانسان وليس بعالم فى الحقيقة ولا قادر ، وكان يزعم ان البارئ عالم قادر سميع بصير حكيم (٤) عزيز عظيم جليل كبير فى الحقيقة والانسان يسمّى (٥) بهذه الاسماء (٦) على المجاز ، وكان يقول ان الاسم اذا وقع على المسمّيين لم يخل من أربعة اقسام : اما ان يكون وقع عليهما لاشتباه ذاتيهما (٧) كقولنا جوهر وجوهر واما ان يكون وقع عليهما لاشتباه ما احتملته الذاتان (٨) كقولنا متحرك ومتحرّك واسود واسود او يكون وقع عليهما لمضاف (٩) اضيفا إليه وميّزا منه لو لاه ما كانا كذلك (١٠) كقولنا محسوس ومحسوس (١١) ومحدث ومحدث او يكون وقع عليهما وهو فى احدهما بالمجاز وفى الآخر بالحقيقة كقولنا للصندل المجتلب (١٢) من معدنه صندل وهو واقع عليه فى الحقيقة وقولنا للانسان صندل وهو تسمية له على
__________________
(١) يستدل : فى الاصول يدل
(٣) المشتقة د المتسقة ق المتسقه س ح
(٤) حكيم : حليم ح
(٥) يسمى د سمى ق س ح
(٦) الاسماء د الاشياء ق س ح
(٧) ذاتيهما س ذاتهما د ق ح
(٨) الذاتان : لعله الذاتان من المعنى كما مر ص ١٨٤ : ١٣
(٩) لمضاف : المضاف ق س
(١٠) كذلك : ساقطة من ق س ح
(١١) محسوس ومحدث ح
(١٢) المحلب ق س
(٢) (٤ ـ ص ٥٠١ : ٧) راجع ص ١٨٤ ـ ١٨٥