ومنهم (١) رجل يعرف «بعبّاد بن سليمان» يزعم ان البارئ عالم (٢) قادر سميع بصير حكيم جليل فى حقيقة القياس
وقد اختلفوا فيما بينهم اختلافا تشتّت (٣) فيه اهواؤهم واضطربت فيه اقاويلهم
فقال (٤) شيخهم «ابو الهذيل العلّاف» ان علم البارئ سبحانه هو هو وكذلك قدرته وسمعه وبصره وحكمته وكذلك كان قوله فى سائر صفات ذاته ، وكان يزعم انه اذا زعم ان البارئ عالم فقد ثبّت علما هو الله ونفى عن الله جهلا ودلّ على معلوم كان او يكون ، واذا قال ان البارئ قادر فقد ثبّت قدرة هى الله ونفى عن الله عجزا ودلّ على مقدور يكون او لا يكون ، (٥) وكذلك كان قوله فى سائر صفات الذات على (٦) هذا الترتيب ، (٧) وكان اذا قيل له : حدّثنا عن علم الله سبحانه الّذي هو الله أتزعم انه قدرته؟ ابى ذلك ، فاذا (٨) قيل له : فهو غير قدرته؟ انكر ذلك ، وهذا نظير ما انكره من قول مخالفيه ان علم الله لا يقال هو الله ولا يقال غيره ، وكان اذا قيل له : اذا قلت (٩) ان علم الله هو الله (١٠) فقل ان الله تعالى علم ناقض ولم يقل انه علم مع (١١) قوله ان علم الله هو الله
__________________
(٢) عالم : صححت فى ح وصيرت «ليس بعالم»
(٣) تشتتت : شتت د
(٥) يكون او لا يكون د كان او يكون ق س ح
(٧) الترتيب د التثبيت ق س ح
(٨) فاذا د واذا ق س ح
(٩) اذا قلت : ان علم الله هو الله فكان اذا قيل له اذا قلت ق س
(١٠) ان علم الله هو الله : ساقطة من س
(١١) مع : منع ق س كما فى ح
(١) (١ ـ ٢) راجع ص ١٦٥ ـ ١٦٦ وص ١٨٨ ـ ١٨٩
(٤) (٥ ـ ١١) راجع ص ١٦٥ وص ١٨٨ : ١١ ـ ١٣
(٦) (١١ ـ ١٥) راجع ص ١٧٧