مقتول فى حال وقوع (١) القتل به عند من عرف ان القاتل استعمل السيف بضرب ما يقع بعده خروج الروح ، قال وليس يكون الانسان قاتلا على الحقيقة الا لمن خرج روحه مع ضربته لانه يعلم حينئذ انه هو الّذي استفعله الخروج بضربته وان الروح لم يكن ليخرج (٢) بهوى نفسه دون ان يضطرّه الضارب بالسيف (٣) ويكرهه ولا نعرف (٤) شيئا حدث فى وقت خروجه الا الضربة والقضاء على الظاهر وكل ما جرت العادة فى احكام الافعال والفاعلين ، فاما من تأخّر خروج روحه فليس الضارب قاتلا له الا بأن عرّض روحه للخروج وسلّط عليه ضدّا يخرجه ويغمره ، قال فان (٥) قال لنا قائل : فمن القاتل له فى الحقيقة؟ قلنا لهم : ليس بمقتول (٦) فى الحقيقة فيكون له قاتل فى الحقيقة وليس يضاف قتله الا الى الضارب ولكن الضدّ الّذي دخل عليه هو الّذي منعه من الحسّ وغمره واخرج روحه عن جسده ، قال ولو قال قائل : الضدّ قتله كما يقتله السمّ لجاز ذلك له ، وزعم ان الله سبحانه خصّ (٧) اخراجه لروح غيره بأن سمّاه موتا ، قال ومما يجاب به (٨) أيضا ان يقال : الضارب قاتل بالتعريض والضد (٩) قاتل على الحقيقة ، ووصف ابن الراوندى فى القتل فزعم انه ينفصل من آلة الضارب الى جسد المضروب ضدّ للروح (١٠)
__________________
(١) وقوع د وقع ق س ح
(٢) ليخرج د يخرج ق س ح
(٣) بالسيف : بالسبب د
(٤) نعرف : نعرف ق يعرف د س ح
(٥) قال فان : فان ح
(٦) فى الحقيقة ... بمقتول : ساقطة من د
(٧) خص د حصر ق س ح
(٨) به د فيه ق س ح
(٩) ان يقال ... والضد : ساقط من ح
(١٠) ضد للروح س ضد الروح د ق ح