وقال بعضهم : محال قول القائل يقدر عليه او على خلافه لانّا فيه بمنزلة رجل ارسل نفسه من شاهق فى الهواء فلا يقال انه يقدر على الذهاب ولا على الكفّ عنه ، وان كانت فيه قدرة فهى لغير هذا الفعل الّذي اوجبه بادخاله نفسه فى علّته الموجبة له
واجمعت المعتزلة الا «الجبّائىّ» ان الانسان يريد ان يفعل ويقصد الى ان يفعل وانّ ارادته لأن يفعل لا تكون مع مراده ولا تكون الا متقدّمة (١) للمراد
وزعم «الجبّائى» ان الانسان انما يقصد الفعل فى حال كونه وانّ القصد لكون (٢) الفعل لا يتقدّم الفعل وان الانسان لا يوصف بأنه فى الحقيقة مريد ان يفعل ، (٣) وزعم ان إرادة البارئ مع مراده
وقال «ابو الهذيل» : ان إرادة البارئ مع مراده ومحال ان تكون إرادة الانسان لكون (٤) الفعل مع الفعل
واختلف الذين انكروا الإرادة الموجبة فى الإرادة للفعل هل تجامع المراد أم لا على مقالتين :
فمنهم من زعم ان الإرادة وان كانت غير موجبة فلا تكون الا قبل المراد ، وزعم «الجبّائى» ان الإرادة التى هى قصد للفعل مع الفعل لا قبله
__________________
(١) متقدمة : فى الاصول متقدما
(٢) لكون د وفى س ق ح يكون وفى موضعها فى ح اثر حك
(٣) يفعل : الفعل ق
(٤) لكون د يكون ق س ح