واختلفت المعتزلة فى الاستطاعة هل تبقى (١) أم لا على مقالتين :
فقال اكثر المعتزلة انها تبقى ، (٢) وهذا قول «ابى الهذيل» (٣) و «هشام» و «عبّاد» و «جعفر بن حرب» و «جعفر بن مبشّر» و «الاسكافى» واكثر المعتزلة
وقال قائلون : لا تبقى وقتين وانه يستحيل بقاؤها وان الفعل يوجد فى الوقت الثانى بالقدرة المتقدّمة المعدومة ولكن لا يجوز حدوثه مع العجز بل يخلق الله فى الوقت الثانى قدرة فيكون الفعل واقعا بالقدرة المتقدّمة ، وهذا قول «ابى القسم البلخى» وغيره من المعتزلة (٤)
وهذا قولهم فى الفعل المباشر فاما المتولّد (٥) فقد يجوز عندهم ان يحدث بقدرة معدومة واسباب معدومة ويكون الانسان فى حال حدوثه ميّتا او عاجزا
واجمعت المعتزلة على (٦) ان الاستطاعة قبل الفعل وهى قدرة عليه وعلى ضدّه وهى غير موجبة للفعل ، وانكروا باجمعهم ان يكلّف الله عبدا ما لا يقدر عليه
وقال بعض المتأخّرين ممن كان ينتحل المعتزلة : القدرة مع الفعل
__________________
(١) هل تبقى [ق] تبقى د س ح
(٢) انها تبقى ح انها لا تبقى د [ق] س
(٥) المتولد : المتولد عندهم ح
(٤) وهذا قول ابى القسم البلخى وغيره من المعتزلة : توجد هذه الجملة بالاصول كلها بعد قوله «عاجزا» فى س ١١ ورددناها الى مظنّها نظرا الى ما يأتى فى ص ٢٣٢ : ١٤ ـ ١٦
(٦) على : فى الاصول : فى
(٣) ابى الهذيل : راجع الفصل ٣ ص : ٢٢ والفرق ص ١١٠ والملل ص ٣٥