فاما الذين (١) انكروا ان يكون الله [لم يزل] عالما وقالوا : لا يعلم ما يكون قبل ان يكون فانهم افترقوا فى القول لم يزل الله حيّا فرقتين (٢)
فرقة قالت : لم يزل الله حيّا (٣) وفرقة انكرت ذلك أيضا وانكرت ان يكون الله سبحانه لم يزل ربّا إليها
وافترق (٤) الذين قالوا ان الله لا يعلم الشيء حتى يكون على خمس عشرة مقالة :
فقالت «السكّاكية» ان الله عالم فى نفسه وان الوصف له بالعلم من صفات ذاته غير انه لا يوصف بأنه عالم حتى يكون الشيء فاذا كان قيل عالم به وما لم يكن الشيء لم يوصف بأنه عالم به لأن الشيء ليس وليس يصحّ (٥) العلم بما ليس
وقال فريق آخر (٦) ان الله لم يزل عالما والعلم صفة له فى ذاته ولا يوصف بأنه عالم (٧) بالشيء حتى يكون كما ان الانسان موصوف بالبصر والسمع ولا يقال انه بصير بالشيء حتى يلاقيه (٨) ولا سميع له (٩) حتى يرد على سمعه (١٠) وكما يقال : الانسان (١١) عاقل ولا يقال : عقل الشيء ما لم يرد عليه (١٢)
وقال «شيطان الطاق» ان الله لا يعلم شيئا حتى يؤثّر اثره ويقدّره
__________________
(١) فاما الذين : فاما الّذي د فالذين [ق]
(٣) حيا : ساقطة من [ق]
(٤) وافترقت [ق]
(٥) وليس يصح : فى ح ويصح ثم زاد الناسخ «ولا» بين السطرين
(٦) فريق آخرون ح
(٧) بأنه عالم : بالعلم [ق]
(٨) يلاقيه : يلاقيه بالبصر والسمع س
(٩) سميع له : سميع [ق]
(١٠) على سمعه : عليه س
(١١) الانسان : ان الانسان د [ق]
(٢) (٣ ـ ٤) راجع ص ٣٧ : ١ ـ ٢
(١٢) (١٥ ـ ص ٢٢٠ : ٤) راجع ص ٣٧ : ٣ ـ ٧ و ٣٨ : ٥ ـ ١٠ و ٢١٢ ـ ٢١٣