هذا (١) شرح اختلاف الناس فى التجسيم (٢)
قد اخبرنا عن المنكرين للتجسيم انهم يقولون ان البارئ جل ثناؤه ليس بجسم ولا محدود ولا ذى نهاية ، ونحن الآن نخبر اقاويل المجسّمة واختلافهم فى التجسيم
اختلفت المجسمة فيما بينهم (٣) فى التجسيم وهل للبارئ تعالى قدر من الاقدار وفى مقداره على ست عشرة مقالة : (٤)
فقال «هشام بن الحكم» ان الله جسم محدود عريض عميق طويل طوله مثل عرضه وعرضه مثل عمقه نور ساطع له قدر من الاقدار بمعنى ان له مقدارا فى طوله وعرضه وعمقه لا يتجاوزه ، (٥) فى مكان دون مكان كالسبيكة الصافية يتلألأ كاللؤلؤة المستديرة من جميع جوانبها ذو لون وطعم ورائحة ومجسّمة لونه هو طعمه وهو رائحته وهو مجسّمة وهو نفسه لون ولم يثبت لونا غيره وانه يتحرّك ويسكن ويقوم ويقعد ، وحكى عنه «ابو الهذيل» انه اجابه الى ان جبل ابى قبيس (٦) اعظم من معبوده ، وحكى عنه «ابن الراوندى» انه زعم (٧) ان الله سبحانه يشبه الاجسام التى خلقها من جهة من الجهات ولو لا
__________________
(١) هذا : محذوفة فى د
(٣) فى التجسيم ... بينهم : ساقطة من د
(٥) يتجاوزه : يتجاوز ح
(٦) جبل ابى قبيس : أبا قبيس ح
(٧) زعم : يزعم س ح
(٢) التجسيم : راجع بحار الانوار ج ٢ باب ١٣ ـ ١٥
(٤) (٧ ـ ص ١٩٨ : ٢) : راجع ص ٣١ ـ ٣٣