ما قد كان بأن لا يكون كان ويستحيل ان لا يكون البارئ عالما بما لم يزل عالما به (١) بأن (٢) لا يكون لم يزل عالما ، وان قال : كان يكون الخبر عن انه لا يكون والعلم بأنه لا يكون ثابتا صحيحا وان كان الشيء الّذي علم واخبر انه لا يكون استحال الكلام ، وان قال : كان الصدق ينقلب كذبا والعلم ينقلب جهلا استحال الكلام ، فلما كان المجيب على هذه الوجوه على اىّ وجه (٣) اجاب عن السؤال استحال كلامه لم يكن الوجه فى الجواب الا نفس احالة سؤال السائل
واختلفت المعتزلة فى جواز كون ما علم الله (٤) انه لا يكون على أربعة قاويل :
فقال اكثر المعتزلة : ما علم الله سبحانه انه لا يكون لاستحالته او العجز عنه فلا يجوز كونه مع استحالته ولا مع العجز عنه ومن قال : يجوز ان يكون المعجوز عنه بأن يرتفع العجز (٥) عنه وتحدث القدرة عليه فيكون الله عالما بأنه يكون يذهب هذا (٦) القائل بقوله يجوز الى ان الله قادر على ذلك فقد صدق ، وما علم الله سبحانه انه (٧) لا يكون لترك فاعله له فمن قال : يجوز ان يكون بأن لا يتركه فاعله ويفعل اخذه (٨) بدلا من تركه ويكون (٩) الله عالما بأنه يفعله يريد بقوله يجوز يقدر فذلك صحيح
__________________
(١) عالما به : عالما ق
(٢) بأن : بأنه ح
(٣) على اى وجه : ساقطة من د ق س
(٤) علم الله ح علم د ق س
(٥) العجز : ساقطة من ح
(٦) هذا : اقطة من ح
(٧) انه : ان [ق] وهنا يعود الخط الجديد فى ق
(٨) اخذه : ضده ح
(٩) ويكون : لعله فيكون كما مر فى س ١٣