[٦٨] ـ (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ) ما يشاء (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) التّخيّر أي ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه ، بل له الخيرة عليهم لعلمه بالمصالح.
ردّ لقولهم : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (١) ومثلهم من اختار على الله اماما غير من اختاره وترك العاطف لأنّه بيان ل «يختار».
وقيل : معناه ويختار الّذي لهم فيه الخيرة اي الصّلاح ، فحذف العائد (سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) عن اشراكهم الحامل لهم أن يختاروا عليه ما لا يختار.
[٦٩] ـ (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) من عداوتك (وَما يُعْلِنُونَ) ما طعنهم فيك أو الأعمّ منهما.
[٧٠] ـ (وَهُوَ اللهُ) المعبود بالحقّ (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لا معبود بحقّ غيره (٢) (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى) في الدّنيا على نعمه الشّاملة لخلقه (وَالْآخِرَةِ) في الجنّة على توفيقهم لما يوجب دخولها (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٣).
(وَلَهُ الْحُكْمُ) القضاء بين عباده مختصّ به (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) بالبعث.
[٧١] ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ) أخبروني (إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً) دائما من السّرد أي المتابعة ، والميم زائدة (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) بحبس الشّمس تحت الأرض (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ) وقرأ «قنبل» بهمزتين (٤) (أَفَلا تَسْمَعُونَ) سماع تعقّل.
[٧٢] ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) بحبسها فوق الأرض (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ) للاستراحة ، من نصب العمل وقرن بالضّياء أفلا تسمعون ، وباللّيل (أَفَلا تُبْصِرُونَ) لأنّ الضّياء أكثر منافع
__________________
(١) سورة الزخرف : ٤٣ / ٣١.
(٢) في «ج» سواه.
(٣) سورة يونس ١٠ : ١٠.
(٤) اي بضئاء ـ ونقله تفسير البيضاوي ٤ : ١١ عن ابن كثير.