أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي المنزل في زعمكم هو أكاذيب الأولين.
[٢٥] ـ (لِيَحْمِلُوا) أي : كانت عاقبة أمرهم حين قالوا ذلك إضلالا للناس ، أن حملوا (أَوْزارَهُمْ) ذنوبهم (كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) لا يخفف من عقابهم شيء (وَمِنْ) ومن بعض (أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ) شاركوهم في إثم ضلالهم لأنهم دعوهم إليه فاتّبعوهم (بِغَيْرِ عِلْمٍ) أي جاهلين كونهم ضلالا.
ولا عذر لهم بجهلهم إذ كان عليهم الفحص ليميزوا المهتدي من الضال (أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) بئس شيء يحملونه حملهم هذا.
[٢٦] ـ (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) سوّوا حيلا ليمكروا رسلهم (فَأَتَى اللهُ) أي أمره (بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) الأساس (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ) أي وكانوا تحته (وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) لا يحتسبون ، وهو مثل لإهلاكهم بحيلهم.
وقيل : (١) أريد به «نمرود» بني صرحا طويلا ليقاتل عليه أهل السماء فأرسل الله عليه ريحا فخرّ عليهم.
[٢٧] ـ (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ) يفضحهم أو يدخلهم النار (وَيَقُولُ) ـ توبيخا لهم ـ : (أَيْنَ شُرَكائِيَ) بزعمكم. وعن «البزّي» ترك الهمزة (٢) (الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ) تعادون المؤمنين ، وكسر «نافع» النون (٣) أي تشاقونني (فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) الأنبياء والعلماء أو الملائكة (إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ) الذلّ والعذاب (عَلَى الْكافِرِينَ) يقولونه شماتة بهم.
[٢٨] ـ (الَّذِينَ) بدل أو ذم (تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) وقرأ «حمزة» بالياء في
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٣ : ٣٥٩ عن ابن عباس.
(٢) اتحاف فضلاء البشر ٢ : ١٨٢.
(٣) تفسير مجمع البيان ٣ : ٣٥٦ وحجة القراآت : ٣٨٨.