ما ذكر من النعم نعما لا قدرة على حصرها فضلا عن القدرة على شكرها (إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ) لتقصيركم في شكرها (رَحِيمٌ) حيث لم يقطعها بتقصيركم.
[١٩] ـ (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ) من نيّة وعمل. وعيد وتوبيخ على إشراكهم بعالم السرّ والعلن ، جمادات لا تشعر.
[٢٠] ـ (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ) (١) تعبدونهم وقرأ «عاصم» بالياء (٢) (مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) أي بخلق الله أو بالنحت وهم لا يقدرون على نحو ذلك فهم أعجز من عبدتهم.
[٢١] ـ (أَمْواتٌ) هم أموات (غَيْرُ أَحْياءٍ) تأكيد (وَما يَشْعُرُونَ) أي الأصنام (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) وقت بعثهم أو بعث عبدتهم فكيف يعبدون؟ ، وانما يعبد الخالق الحيّ العالم بالغيب.
[٢٢] ـ (إِلهُكُمْ) المستحق للعبادة (إِلهٌ واحِدٌ) لا إله معه (فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) للوحدانية (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) عن قبول الحق.
وذك لأنّ المؤمن بالعبث يتأمل الدلائل فيقبل الحق ، والجاحد لا يتأملها ولا يقبل إلّا ما ألفه ووافق رأيه.
[٢٣] ـ (لا جَرَمَ) حقا (أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) فيجازيهم به (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) عن التوحيد ، أو كل متكبر فيدخل هؤلاء [تحت عمومه] ـ (٣) أي : يعاقبهم.
[٢٤] ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) لمقتسمي طرق مكة لصدّ النّاس ، والقائل : الوافدون عليهم أو المسلمون (ما ذا) أي شيء (أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) أو ما الذي أنزله؟ (قالُوا
__________________
(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص عن عاصم : «يدعون» وسيشير اليه المؤلّف.
(٢) حجة القراآت : ٣٨٧.
(٣) ما بين المعقوفتين اقتضاها السياق وأخذناه من تفسير الكشّاف ٢ : ٢٠١.