والإيمان ـ لغة ـ :
التصديق ، أخذ من الأمن ، وعدّته الهمزة الى مفعولين كأنّ المصدّق أمن المصدّق
التكذيب. ولتضمّنه معنى الإقرار عدّي بالباء.
وشرعا ـ : التصديق
بما جاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع الإقرار باللسان ـ شرطا ـ أو بدونه ، وعليه الأشاعرة.
أو معه ـ شطرا ـ وهو متصور الإماميّة. أو هما مع العمل ، وعليه المعتزلة.
فالمخلّ بالاعتقاد
منافق ، وبالإقرار كافر ، وبالعمل فاسق ، لا كافر ـ كقول الخوارج ـ ، ولا بين
المنزلتين ـ كقول المعتزلة ـ ، لاقتران الايمان بالمعاصي في آية : (وَإِنْ طائِفَتانِ) ونحوها ، وبعض الأخبار. وما في بعضها من الخروج عنه بها ، محمول على نقص كماله بها ، فبطل ـ أيضا ـ إدخالهم «العمل»
فيه.
و «الغيب» مصدر
بمعنى : الغائب ـ ان جعلت الباء صلة للإيمان ـ فتكون للتّعدية. والمراد به :
الخفيّ الّذي لا يعلمه العباد إلّا بتعليمه تعالى كالصانع وصفاته والنبوّة
والشرائع والإمامة وغيبة المهدي عليهالسلام
وخروجه والقيامة
وأحوالها.
وإن جعل «بالغيب»
حالا ، أي : متلبّسين بالغيب ، فهو بمعنى : الغيبة ، والباء :
للمصاحبة ، أي :
يؤمنون حال غيبتهم لا كالمنافقين.
وقيل : الغيب :
القلب فالباء للاستعانة (وَيُقِيمُونَ
الصَّلاةَ) أي يعدّلون أركانها وأفعالها ، فلا يقع فيها زيغ ، من :
أقام العود : إذا قوّمه.
__________________