إعدادات
الوجيز في تفسير القرآن العزيز [ ج ١ ]
الوجيز في تفسير القرآن العزيز [ ج ١ ]
المؤلف :الشيخ علي بن الحسين بن أبي جامع العاملي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار القرآن الكريم
الصفحات :528
تحمیل
وقيل : سرّ الله (١) تعالى. (٢)
وقيل : من المتشابه الذي استأثر الله تعالى به. (٣)
فإن جعلت أسماء لله تعالى أو السور أو القرآن فمحلّها : الرّفع ـ على الابتداء أو الخبر ـ. أو النصب ـ بتقدير «اتل» أو فعل القسم ـ ، أو الجرّ بإضمار حرف القسم ـ.
وان عددت مبقاة على معانيها فإن اولت ب «المؤلّف» فالرفع ـ كما مرّ ـ وإن جعلت مقسما بها فالنصب أو الجر ، وإلّا فلا محل لها.
[٢] ـ (ذلِكَ الْكِتابُ) الإشارة الى «الم» أي هذه الحروف الّتي ينتظم منها كلامكم ، أو هذا المؤلّف منها أو القرآن أو السّورة. وحيث شابه البعيد لتقصيه ، أتى بصيغته ، أو الى الكتاب فتكون صفته ، أي : الكتاب الموعود به. وهو مصدر اطلق على المكتوب ، ثمّ على العبارة قبل الكتب لأنّها مما يكتب.
وأصله : الجمع ، ف «الم» ـ ان جعلت اسما للسّورة أو القرآن أو مؤوّلة بالمؤلّف ـ مبتدأ ، و «ذلك» مبتدأ ثان و «الكتاب» خبره ، والجملة خبر الأوّل.
ومعناه : انه الكتاب الكامل الحقيق بأن يسمّى كتابا ، أو الخبر «ذلك» و «الكتاب» صفته. أو «الم» خبر لمحذوف. و «ذلك» خبر ثان ، أو بدل ، و «الكتاب» صفته أو «ذلك» مبتدأ و «الكتاب» خبره ، أو صفته والخبر : (لا رَيْبَ فِيهِ).
و «الرّيب» مصدر رابه كذا : إذا وجد فيه الرّبية ، وهي : قلق النّفس. سمّي به «الشك» لأنه يقلقها. وهو مبنيّ لتضمّنه معنى «من» ومحلّه النّصب ب «لا» ، و «فيه» خبره ، ولم يقدّم لعدم قصد القصر. ومعناه أنه لوضوحه دلالة وبرهانا بحيث لا يرتاب
__________________
(١) في «ط» : أمر الله.
(٢) في تفسير التبيان ١ : ٤٨ : قال بعضهم لكلّ كتاب سرّ ، وسرّ القرآن في فواتحه.
(٣) ذكر هذا القول الطبرسي في تفسير مجمع البيان ١ : ٣٢.