والمالك : من له
التّصرّف فيما في حوزته ، والملك : من له التّصرّف في الأمور ـ في الأمر والنّهي ـ
بالغلبة.
والدين : الجزاء ،
ومنه : «كما تدين تدان».
وعن الباقر عليهالسلام : أنه الحساب.
وإضافة اسم الفاعل
الى الظّرف لإجرائه مجرى المفعول به توسّعا ، وسوّغ وصف المعرفة به قصد معنى
المضيّ ؛ تنزيلا لمحقّق الوقوع منزلة ما وقع ، أو قصد الاستمرار الثّبوتيّ.
والمعنى : ملك الأمر كلّه في ذلك اليوم ، أو له الملك ـ بكسر الميم ـ فيه ،
فإضافته حقيقيّة ، وكذا إضافة «ملك» إذ لا مفعول للصّفة المشبّهة.
وتخصيص اليوم
بالإضافة ـ مع أنه تعالى مالك وملك لجميع الأشياء في كلّ الأوقات ـ لتعظيم اليوم ،
أو لتفرّده تعالى بالملك والملك فيه ؛ لأن ما حصل منهما للبعض في الدنيا بحسب
الظاهر يزول وينفرد سبحانه بهما (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ
لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ). وفي التّعبير باسم الذّات الدّالّ على استجماع الكمالات ،
وتعقيبه بتلك الصّفات المنتفية عمّا سواه تعالى ، دلالة على انحصار استحقاق الحمد
فيه ، وقصر العبادة والاستعانة عليه تعالى ، وإرشاد الى المبدأ والمعاد ، وتنبيه
على أنّ من يحمده النّاس إمّا أن يحمدوه لكماله الذّاتيّ ، أو لإنعامه عليهم ، أو
لرجائهم إحسانه في المستقبل ، أو لخوفهم من كمال قهره ، فكأنّه تعالى يقول : أيها
النّاس إن كنتم تحمدون للكمال الذّاتي ؛ فأنا الله ، أو للإنعام والتّربية ؛ فأنا
ربّ العالمين ، أو للرجاء في المستقبل ؛ فأنا الرّحمن الرّحيم ، أو للخوف من كمال
القهر ؛ فأنا مالك
__________________