فيهم عقلا ونصب (١) لهم دلائل تدعوهم الى الإقرار بربوبيته حتى صاروا بمنزلة من استشهدوا وأقروا فكأنه قيل لهم : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا) أنت ربّنا (أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ) كراهة أن تقولوا (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) لم ننبه له بحجة.
[١٧٣] ـ (أَوْ تَقُولُوا) وقرأ «أبو عمرو» بالياء ـ فيهما ـ (٢) (إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ) فاقتدينا بهم إذ لا يسع التقليد مع التمكن من العلم بالحجة (أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) من آبائنا بتأسيس الشرك.
وقيل : أخرج الله ذرية آدم من ظهره وجعلهم أحياء عقلاء ناطقين ، وألهمهم ذلك. (٣) وردّ بأنه يأباه الظاهر ، لكن في أخبار أئمتنا عليهمالسلام ما يعضده. (٤) [١٧٤] ـ (وَكَذلِكَ) التفصيل والبيان للميثاق العام والخاص باليهود (نُفَصِّلُ الْآياتِ) نبيّنها ليستدلوا بها (وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) عن الباطل الى الحق.
[١٧٥] ـ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ) أي اليهود (نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا) «بلعم بن باعورا» من الكنعانيين ، كان عنده اسم الله الأعظم ، فسئل أن يدعو على موسى فدعا فانقلب عليه.
وقيل : أمية بن أبي الصلت كان قد قرأ الكتب وعلم ان الله مرسل رسولا في ذلك الوقت ورجا أن يكون هو ، فلمّا بعث محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم حسده وكفر به (٥) (فَانْسَلَخَ) خرج (مِنْها) بكفره بها كالشيء ينسلخ من جلده (فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ)
__________________
(١) في «ط» : وجعل.
(٢) تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٩٦ وحجة القراءات : ٣٠٢.
(٣) رواه البيضاوي في تفسيره ٢ : ٢٥٠.
(٤) تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٩٧ وتفسير البرهان ٢ : ٤٦ ـ ٥١ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٩٣ ـ ١٠١.
(٥) قاله أبو حمزة ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٦٩ ـ ونقله البيضاوي في تفسيره ٢ : ٢٥١.