بِهَا النَّبِيُّونَ) من بني إسرائيل أو موسى ومن بعده فيما يتوافق فيه الشريعتان (الَّذِينَ أَسْلَمُوا) صفة مادحة للنبيين ، منوّهة بشأن المسلمين ، معرّضة بأنّ اليهود بعداء من دين الأنبياء (لِلَّذِينَ هادُوا) متعلق ب «يحكم» أي يحملونهم على أحكامها أو ب «أنزل» (وَالرَّبَّانِيُّونَ) الكاملون علما وعملا ، عطف على «النبيون» (وَالْأَحْبارُ) العلماء (بِمَا اسْتُحْفِظُوا) بسبب الذي كلفهم الله حفظه عن التبديل (مِنْ كِتابِ اللهِ) بينا ل «ما» (وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ) أنّه حق ، أو رقباء لئلا يبدل (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ) أيها الحكام في حكوماتكم أو أيها اليهود في إظهار الحق (وَاخْشَوْنِ) في الحكومة أو كتمان الحق (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي) ولا تستعيضوا بأحكامي (ثَمَناً قَلِيلاً) رشوة أو جاها (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) استهانة به (فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) لاستهانتهم به ، ووصفوا أيضا بالظلم لحكمهم بخلافه ، والفسق لخروجهم عنه.
والصفات الثلاثة قيل : عامة ، (١) وقيل : في اليهود خاصة ، (٢) وقيل : هذه في المسلمين ، والظالمون في اليهود ، والفاسقون في النصارى. (٣)
[٤٥] ـ (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها) فرضنا على اليهود في التوراة (أَنَّ النَّفْسَ) تقتل (بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِ) رفع «الكسائي» كلها (٤) عطفا على محل اسم «إنّ» إذ المعنى : كتبنا عليهم النفس بالنفس والعين بالعين ، إذ الكتب يقع على الجمل كالقول ، أو استئنافا ، أي وكذا العين تفقأ بالعين ، والأنف يجدع بالأنف ، والاذن تقطع بالاذن ، والسنّ تقلع بالسنّ (وَالْجُرُوحَ) غير ما ذكر ، أو الأعم. ورفعه «الكسائي» أيضا و «ابن كثير» و «أبو عمرو»
__________________
(١) قاله ابن عباس والحسن وابراهيم ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ١٩٨ ـ.
(٢) قاله الجبائي ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ١٩٨ ـ.
(٣) قاله الشعبي ـ كما في تفسير التبيان ٣ : ٥٢٩ ـ.
(٤) حجة القراءات : ٢٢٦.