الحاء «حمزة» و «الكسائي» و «حفص» (١) (مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) بدل البعض من الناس.
وفسّرت الاستطاعة بالزاد والراحلة ، ونفقة واجبي النفقة ولو مبذولة ، وصحة البدن ، وتخلية السّرب ، وعليه أصحابنا ، لكن اشتراط بعضهم الرجوع الى كفاية لرواية ضعيفة (٢) معارضة بالآية وأخبار صحيحة (٣) مع تأويلها ، والضمير في «اليه» للبيت أو الحج. (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) أكّد أمر الحجّ بإيجابه بصيغة الخبر.
والجملة الاسمية ، وإيراده على وجه يفيد أنه حقّ لله في رقاب الناس ، وتخصيص الحكم بعد تعميمه ، وهو تكرير للمراد ، وبيان بعد إبهام ، وتغليظ تركه بتسميته كفرا ، كما سمّى تاركه في الحديث يهوديا أو نصرانيا. (٤) وذكر الاستغناء الدال على المقت والسخط ، وإبدال «عنه» ب «عن العالمين» الدال على الاستغناء عنه بالبرهان أو : على عظم السّخط.
[٩٨] ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) الدّالة على صدق محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ) والحال انّه مطّلع على أعمالكم فمجازيكم بها. (٥)
[٩٩] ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ) التي أمر بسلوكها ، وهو الإسلام. كانوا يحتالون لصدّ المؤمنين عنه ، ويغرون بين الأوس والخزرج بتذكيرهم تحاربهم وتعاديهم الجاهلي ليعودوا لمثله (تَبْغُونَها عِوَجاً) حال
__________________
(١) حجة القراءات : ١٧٠.
(٢) أوردها الحر العاملي في وسائل الشيعة ٨ : ٣٥ في الباب التاسع من أبواب وجوب الحج ـ الحديث الرابع ـ.
(٣ ـ ٤) ينظر الوسائل ٨ : ١٩ الباب السابع من أبواب وجوب الحج ـ الحديث الاول ـ.
(٥) في «ط» فيجازيكم بها.