رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) أخذ الله الميثاق على الأنبياء قبل نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يبشّروا أممهم به ، ويأمروهم بتصديقه ونصره ، أو : أخذ على الأنبياء وأممهم بذلك واستغنى بذكره عن ذكر الأمم ، او أخذ الميثاق الذي وثّقه الأنبياء على أممهم ، على إضافة الميثاق الى الفاعل.
وعن الصادق عليهالسلام معناه : أخذ الميثاق أممهم بالعمل بما أوتوا به ، فما وفوا. و «لام» «لما» للقسم ، لأن أخذ الميثاق بمعنى : الاستحلاف. و «ما» شرطية ، و «لتؤمننّ» سدّ مسدّ جواب القسم والشّرط.
أو : موصولة. وكسر «حمزة» لام «لما» (١) فتكون «ما» مصدرية ، أي : لأجل إيتائي إيّاكم بعض الكتب ثم مجيء رسول مصدّق أخذ الله الميثاق لتؤمنن به ولتنصرنه.
أو : موصولة أي : أخذه للذي أتيتكموه وجاءكم رسول مصدق له. وقرأ «نافع» : آتيناكم (٢) (قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي) : عهدي ، سمّي به لأنّه يؤصر ، أي : يشدّ (قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا) : فليشهد بعضكم على بعض بالإقرار (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) عليكم وعلى أممكم ، وهو تحذير بليغ.
[٨٢] ـ (فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ) الميثاق والتوكيد (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) المتمرّدون كفرا.
[٨٣] ـ (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ) «تبغون» (٣) عطف على الجملة المتقدّمة ، وتوسطت بينهما همزة الإنكار أو على محذوف تقديره «تتولون فغير دين الله تبغون» وقدم المفعول به لتوجه الإنكار اليه. وقرأ «أبو عمرو» و «حفص» بلفظ الغيبة ، والباقون :
__________________
(١ ـ ٢) حجة القراءات : ١٦٨.
(٣) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «يبغون» كما سيشير اليه المؤلف.