به الصّوت للصّنم عند ذبحه ، أو : ما لم يسمّ الله عليه ـ سمّي غيره أم لا ـ (فَمَنِ اضْطُرَّ) إلى أكل هذه. وكسر النون «عاصم» و «ابو عمرو» و «حمزة» وضمّها الباقون (١) (غَيْرَ باغٍ) اللّذة ، أو : على الإمام (وَلا عادٍ) حدّ الضّرورة ، أو بقطع الطريق (فَلا إِثْمَ) لا حرج (عَلَيْهِ) في أكله (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) للمعاصي ، فكيف رخصه؟! (٢) (رَحِيمٌ) بالتّوسعة على عباده. والحصر بالاضافة الى ما حرّموه على أنفسهم ، أو حين نزول الآية ، فلا ينافيه تحريم امور أخر بعدها.
[١٧٤] ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ) ـ من اليهود ـ (ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ) : التوراة في نعت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً) : عوضا (قَلِيلاً) من حطام الدّنيا (أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ) : ملؤها ، يقال : أكل في بطنه ، وفي بعض بطنه (إِلَّا النَّارَ) في الحال ؛ لأنّه يؤديهم إليها ، فكأنّهم آكلوها ، أو : المآل ، أي : يأكلونها في جهنّم (وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) بما يحبون ولكن بنحو : (اخْسَؤُا فِيها) ، (٣) أو عبّر به عن غضبه (وَلا يُزَكِّيهِمْ) بالثناء عليهم (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : مؤلم.
[١٧٥] ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) الكفر بالإيمان (وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ) إذ كتموا الحقّ للرّشا (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) تعجيب من التباسهم بموجبات النار من غير مبالاة. (٤) [١٧٦] ـ (ذلِكَ) العذاب (بِأَنَ) بسبب أنّ (اللهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) فكتموه وكذّبوه (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ) : القرآن ، فقالوا : سحر وتقوّل ، وتعليم
__________________
(١) حجة القراءات : ١٢٢.
(٢) اي فكيف لا يكون غفورا في ما رخصّ. ووردت الكلمة في «الف» هكذا : مرخصه.
(٣) سورة المؤمنون : ٢٣ / ١٠٨.
(٤) في النسخ : بلا مبالاة.