وسلّم. (١) وقرأ «ابن عامر» : «ابراهام» (٢) (فَأَتَمَّهُنَ) أداهنّ بغير تفريط (قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) استئناف ـ إن نصب «إذ» مضمر ـ ، كأنّه قيل : فما قال له ربّه؟ فأجيب به ، أو : بيان ل «ابتلى» ، فتكون «الكلمات» ما ذكر ـ من : الإمامة ، وتطهير البيت ورفع قواعده والإسلام ـ. وإن نصبه «قال» فالمجموع جملة عطفت على ما قبلها. و «إماما» ثاني مفعولي «جاعلك».
والإمام : اسم من يؤتمّ به ، أي : يأتمّون بك في دينهم وإليك سياستهم (قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) : نسلي. و «الواو» للاستئناف أو العطف على محذوف و «من» للابتداء أو للتبعيض أو زائدة ، أي : اجعلني إماما واجعل من ذرّيّتي أو بعضها ، أو ذرّيّتي؟! ـ على جهة السّؤال ـ (قالَ لا يَنالُ عَهْدِي) أي : الإمامة. وسكّن الياء «حفص» و «حمزة». (٣) (الظَّالِمِينَ) لأن الإمامة أمانة الله ، والظّالم لا يصلح للأمانة ، وإنّما ينالها الأتقياء منهم.
فدلّ على وجوب عصمة النبيّ والإمام حتى عن الصّغائر ـ لصدق الظّلم عليها ـ ، سواء فسّر بانتقاص الحقّ ، أو بوضع الشّيء في غير موضعه ، أو : بتعدّي حدود الله ، ففاعلها ظالم لا يصلح للإمامة ـ وإن تاب ـ ؛ لصدق الظالم عليه في الجملة ، فتتناوله الآية ، فكيف بمن أشرك ولم تثبت توبته.
[١٢٥] ـ (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ) أي : الكعبة ، غلب فيها (مَثابَةً لِلنَّاسِ) مرجعا يثوب إليه أعيان الحجّاج أو أمثالهم ، أو : موضع ثواب يثابون بحجّه (وَأَمْناً) موضع أمن لأهله والملتجئ إليه ، من التعرّض (وَاتَّخِذُوا) بتقدير القول ، أو : عطف على عامل «إذ» المقدّر ، أو على مضمر ، أي : ثوبوا إليه واتخذوا (مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ) :
__________________
(١) كتاب الخصال للشيخ الصدوق ـ باب الخمسة ـ الحديث ٨.
(٢) حجة القراءات : ١١٣ وجاءت الكلمة في «الف» و «ب» : ابراهاما.
(٣) حجة القراءات : ١١٢.