نفسه (وَهُوَ مُحْسِنٌ) في عمله (فَلَهُ أَجْرُهُ) جزاء عمله (عِنْدَ رَبِّهِ) ثابتا لديه. و «من» شرطيّة أو موصولة ، والجملة جوابها أو خبرها. و «الفاء» لتضمّنها معنى الشّرط ، فالردّ ب «بلى» وحده أو من فاعل فعل مقدر ، أي : بلى يدخلها من أسلم (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) في الآخرة.
[١١٣] ـ (وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ) يعتد به. (وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ) نزلت حين قدم وفد «نجران» على الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأتاهم أحبار اليهود وتقاولوا بذلك (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ) «الواو» للحال و «الكتاب» للجنس ، أي : قالوا ذلك وهم من أهل التلاوة للكتب (كَذلِكَ) أي : مثل ذلك (قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) كعبدة الأصنام والدّهرية (مِثْلَ قَوْلِهِمْ) وبّخهم على تشبههم بالجهلة (فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) بين الحزبين (يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) بأنّ يكذّبهم ويدخلهم النّار ، أو بما يقسم لكل منهما من العقاب.
[١١٤] ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ) نزلت في الرّوم لمّا غزوا بيت المقدس وخرّبوه ، وقتلوا أهله ، وأحرقوا التوراة ، أو : المشركين حين منعوا رسول الله دخول المسجد الحرام عام الحديبيّة.
والحكم عام في كلّ مانع وساع في خراب كلّ مسجد وإن خصّ السبب (أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) مفعول ثاني ل «منع» أو مفعول له ، أي كراهة أن يذكر (وَسَعى فِي خَرابِها) بالتّعطيل أو الهدم (أُولئِكَ) المانعون (ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ) أي : ما كان الحق أن يدخلوها الّا خائفين من المؤمنين أن يبطشوا بهم فضلا ان يمنعوهم منها ، أو : ما كان لهم في علم الله فهو وعد للمؤمنين بالنصر.
وقيل : معناه النهي عن تمكينهم من دخول المسجد (١) (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) : القتل والسّبي ، أو : الجزية ، أو : فتح مدائنهم إذا قام المهديّ عليهالسلام (وَلَهُمْ فِي
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ١ : ١٩٠ وتفسير ابن كثير ١ : ١٦٢.