مِنَ الْحَيِ) يعنى النطف والبيض من الحي يعنى الحيوانات (١) كلها (ذلِكُمُ اللهُ) الذي ذكر فى هذه الآية من صنعه وحده يدل على توحيده بصنعه ، ثم قال : (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) ـ ٩٥ ـ يقول أنى يكذبون بأن الله وحده لا شريك له ، ثم ذكر أيضا فى هذه من صنعه ليدل على توحيده بصنعه ، فقال : (فالِقُ الْإِصْباحِ) يعنى خالق النهار من حين يبدو أوله (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) لخلقه يسكنون فيه لراحة أجسادهم (وَ) جعل (الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) يقول جعلهما فى مسيرهما كالحسبان فى الفلك يقول لتعلموا عدد السنين والحساب وذلك أن الله قدر لهما منازلهما فى السماء الدنيا ، فذلك قوله : (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ) فى ملكه يصنع ما أراد (الْعَلِيمِ) ـ ٩٦ ـ بما قدر من خلقه نظيرها فى يونس (٢).
ثم قال : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ) نورا (لِتَهْتَدُوا بِها) بالكواكب ليلا يقول لتعرفوا الطريق إذا سرتم (فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ـ ٩٧ ـ بأن الله واحد لا شريك له ، ثم أخبر عن صنعه فقال : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) يعنى خلقكم من نفس واحدة يعنى آدم وحده (فَمُسْتَقَرٌّ) فى أرحام النساء (وَمُسْتَوْدَعٌ) فى أصلاب الرجال مما لم يخلقه وهو خالقه (قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ) يعنى قد بينا الآيات (لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) ـ ٩٨ ـ عن الله ـ عزوجل ـ ثم أخبر عن صنعه ليعرف توحيده فقال : (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
__________________
(١) فى الأصل : الحيوان.
(٢) يشير إلى الآية الثالثة من سورة يونس (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ...) الآية.