وأبو قيس بن الفاكه والوليد بن المغيرة وقريبا من سبعين قتيلا فلما بعثوا فى الآخرة وصاروا فى النار ، قالت لهم خزنة جهنم : (١) (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ) يعنى الهوان بغير رأفة ولا رحمة ، نظيرها فى الأنفال ، (بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ) فى الدنيا (غَيْرَ الْحَقِ) بأن معه شريكا (وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) ـ ٩٣ ـ يعنى وكنتم (٢) تتكبرون عن الإيمان بالقرآن (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا) فى الآخرة (فُرادى) ليس معكم من الدنيا شيء [١٢١ ب](كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) حين ولدوا وليس لهم شيء (وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ) فى الدنيا (وَراءَ ظُهُورِكُمْ) يعنى ما أعطيناكم من الخير من بعدكم فى الدنيا (وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ) من الملائكة (الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) فى الدنيا (أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ) يعنى أنهم لكم شفعاء عند الله لقولهم فى يونس : (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) (٣) يعنى الملائكة ، ثم قال : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) وبين شركاءكم يعنى من الملائكة من المودة والتواصل (وَضَلَّ عَنْكُمْ) فى الآخرة (ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) ـ ٩٤ ـ فى الدنيا بأن مع الله شريكا.
(إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِ) يعنى خالق الحب يعنى البر والشعير والذرة والحبوب كلها ، ثم قال : (وَالنَّوى) يعنى كل ثمرة لها نوى : الخوج والنبق والمشمش والعنب (٤) والإجاص وكل ما كان من الثمار له نوى.
ثم قال : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) يقول أخرج الناس والدواب من النطف وهي ميتة ويخرج الطير كلها من البيضة وهي ميتة ، ثم قال : (وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ
__________________
(١) جهنم : ساقطة من أ ، ومثبتة فى ل.
(٢) وكنتم : ساقطة من أ ، ومثبتة ل فى.
(٣) سورة يونس : ١٨.
(٤) فى أ : السين. ومن الجائز أن المراد به التين. وفى ل : العنب.