ليس فيها شيء (تُبْدُونَها) تعلنونها (وَتُخْفُونَ) يعنى وتسرون (كَثِيراً) فكان مما أخفوا أمر محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأمر الرجم فى التوراة (وَعُلِّمْتُمْ) فى التوراة (ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا) ولم يعلمه (آباؤُكُمْ) ثم قال فى التقديم : (قُلِ اللهُ) أنزل على موسى ـ عليهالسلام ـ (ثُمَّ ذَرْهُمْ) يعنى خل عنهم إن لم يصدقوك (فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) ـ ٩١ ـ فى باطلهم يلهون يعنى اليهود نزلت هذه الآية بالمدينة ثم إن مالك بن الضيف تاب من قوله فلم يقبلوا منه وجعلوا مكانه رجلا فى الربانية.
(وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ) على محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (مُبارَكٌ) لمن عمل به وهو (مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) يقول يصدق لما قبله من الكتب التي أنزلها الله ـ عزوجل ـ على الأنبياء [١٢١ أ](وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى) يعنى لكي تنذر بالقرآن أصل القرى يعنى مكة وإنما سميت أم القرى لأن الأرض كلها دحيت من تحت الكعبة (وَ) تنذر بالقرآن (مَنْ حَوْلَها) يعنى حول مكة يعنى قرى الأرض كلها (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) يعنى يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال (يُؤْمِنُونَ بِهِ) يعنى يصدقون بالقرآن أنه جاء من الله ـ عزوجل ـ ثم نعتهم فقال : (وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) ـ ٩٢ ـ عليها فى مواقيتها لا يتركونها (وَمَنْ أَظْلَمُ) هذه الآية مدنية ، فلا أحد أظلم (مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) نزلت فى مسيلمة بن حبيب الكذاب الحنفي حيث زعم أن الله أوحى إليه النبوة (١).
وكان مسيلمة أرسل إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ رسولين فقال
__________________
(١) ورد ذلك فى كتاب لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي : ١٠١. كما ورد فى كتاب أسباب النزول للواحدي : ١٢٦.