(وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ) يعنى واستخلصناهم بالنبوة (وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ـ ٨٧ ـ يعنى الإسلام (ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ) يعنى ثمانية عشر نبيا (مِنْ عِبادِهِ) فيعطيه النبوة (وَلَوْ أَشْرَكُوا) بالله (لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) ـ ٨٨ ـ ثم ذكر ما أعطى النبيين فقال : (أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) يعنى أعطيناهم الكتاب يعنى كتاب إبراهيم والتوراة والزبور والإنجيل (وَالْحُكْمَ) يعنى العلم والفهم (وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ) من أهل مكة بما أعطى الله النبيين من الكتب (فَقَدْ وَكَّلْنا بِها) يعنى بالكتب (قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) ـ ٨٩ ـ يعنى أهل المدينة من الأنصار ثم ذكر النبيين الثمانية عشر فقال : (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ) لدينه (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) يقول للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فبسنتهم اقتد (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) يعنى على الإيمان بالقرآن (أَجْراً) يعنى جميلا (إِنْ هُوَ) يعنى ما القرآن (إِلَّا ذِكْرى) يعنى تذكرة (لِلْعالَمِينَ) ـ ٩٠ ـ (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) يعنى ما عظموا الله حق عظمته (إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) يقول على رسول من كتاب فما عظموه حين كذبوا بأنه لم ينزل كتابا على الرسل نزلت فى مالك بن الضيف اليهودي حين خاصمه عمر بن الخطاب فى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه مكتوب فى التوراة ، فغضب مالك فقال : ما أنزل الله على أحد كتابا وكان ربانيا فى اليهود فعزلته اليهود عن الربانية (١). فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً) يعنى ضياء من الظلمة (وَهُدىً لِلنَّاسِ) من الضلالة (تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ) يعنى صحفا
__________________
(١) ورد ذلك فى : أسباب النزول للواحدي : ١٢٦. وفى كتاب لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي : ١٠١.