الهدى فأخاف آلهتكم أن تصيبني بسوء (وَسِعَ) يعنى ملأ (رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) فعلمه (أَفَلا) يعنى فهلا (تَتَذَكَّرُونَ) ـ ٨٠ ـ فتعتبرون. ثم قال لهم : (وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ) بالله من الآلهة (وَلا تَخافُونَ) أنتم ب (أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ) غيره (ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً) يعنى كتابا فيه حجتكم بأن معه شريكا ، ثم قال لهم : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ) أنا أو أنتم (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ـ ٨١ ـ من عبد إلها واحدا أحق بالأمن أم من عبد أربابا شتى يعنى آلهة صغارا وكبارا ذكورا وإناثا فكيف لا يخاف من الكبير إذا سوى بالصغير؟ وكيف لا يخاف من الذكر إذا سوى بالأنثى؟ أخبرونى أى الفريقين أحق بالأمن من الشر ، إن كنتم تعلمون فرد عليه قومه. فقال : (الَّذِينَ آمَنُوا) برب واحد (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) يعنى ولم يخلطوا تصديقهم بشرك فلم يعبدوا غيره (أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) ـ ٨٢ ـ من الضلالة فأقروا بقول إبراهيم وفلح (١) عليهم ، فذلك قوله : (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ) فى أمره (عَلِيمٌ) ـ ٨٣ ـ بخلقه ، ثم قال : (وَوَهَبْنا لَهُ) يعنى لإبراهيم (إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا) للإيمان (وَنُوحاً هَدَيْنا) إلى الإسلام (مِنْ قَبْلُ) إبراهيم (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ) يعنى من ذرية نوح [١٢٠ ب](داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ) يعنى هكذا (نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ـ ٨٤ ـ يعنى هؤلاء الذين ذكرهم الله (وَزَكَرِيَّا) (٢) (وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) ـ ٨٥ ـ (وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا) بالنبوة (٣) من الجن والإنس (عَلَى الْعالَمِينَ) ـ ٨٦ ـ
__________________
(١) فى أ : وفلج ، ل : وفلح.
(٢) فى أ : إلى قوله «... وكلا فضلنا» ، وفى ل نص الآية.
(٣) هكذا فى أ : ل.