(ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ) يقول يبعثكم من منامكم بالنهار (لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى) يعنى منتهيا إليه (ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ) فى الآخرة (ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ـ ٦٠ ـ فى الدنيا من خير أو شر ، هذا وعيد قوله : (وَهُوَ الْقاهِرُ) لخلقه (فَوْقَ عِبادِهِ) قد علاهم (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) من الملائكة يعنى الكرام الكاتبين يحفظون أعمال بنى آدم (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) عند منتهى الأجل (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا) يعنى ملك الموت وحده ـ عليهالسلام ـ (وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) ـ ٦١ ـ يعنى لا يضيعون ما أمروا به ، يعنى ملك الموت وحده ثم قال : (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِ) ثم ردّوا من الموت إلى الله فى الآخرة فيها تقديم (أَلا لَهُ الْحُكْمُ) يعنى القضاء (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) ـ ٦٢ ـ يقول هو أسرع حسابا من غيره وذلك قوله : (وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) (١) (قُلْ) يا محمد لكفار مكة : (مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) يعنى الظلل والظلمة والموج (تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً) يعنى مستكينين (٢) (وَخُفْيَةً) يعنى فى خفض وسكون (لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ) الأهوال (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) ـ ٦٣ ـ لله فى هذه النعم فيوحدوه (قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ) يعنى من أهوال كل كرب يعنى من كل شدة (ثُمَّ أَنْتُمْ) (٣) (تُشْرِكُونَ) ـ ٦٤ ـ فى الرخاء (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) يعنى الحصب بالحجارة كما فعل بقوم لوط فلا يبقى منكم أحد ، (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) يعنى الخسف كما فعل بقارون ومن معه ، ثم قال : (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) يعنى فرقا أحزابا أهواء مختلفة كفعله بالأمم الخالية ، (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) يقول يقتل بعضكم بعضا فلا يبقى منكم أحد إلا قليل فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو يجر
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٤٧.
(٢) فى أ : مسكس ، وهي غير معجمة فى أ.
(٣) فى أ : ثم أنتم ، ثم أنتم : كررها مرتين.