رداءه ، وذلك بالليل وهو يقول لئن أرسل الله على أمتى عذابا من فوقهم ليهلكنهم أو من تحت أرجلهم فلا يبقى منهم أحد فقام ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فصلى ودعا ربه أن يكشف ذلك عنهم فأعطاه الله اثنتين الحصب والخسف كشفهما عن أمته (١) ، ومنعه اثنتين الفرقة والقتل ، فقال : أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ بمعافاتك من غضبك ، وأعوذ بك منك جل وجهك لا أبلغ مدحتك [١١٨ ب] والثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. قال فجاءه جبريل ـ عليهالسلام ـ فقال : إن الله قد استجاب لك وكشف عن أمتك اثنتين ومنعوا اثنتين (٢). (انْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ) يعنى العلامات فى أمور شتى من ألوان العذاب (لَعَلَّهُمْ) يقول لكي (يَفْقَهُونَ) ـ ٦٥ ـ عن الله فيخافوه ويوحدوه (وَكَذَّبَ بِهِ) بالقرآن (قَوْمُكَ) خاصة (وَهُوَ الْحَقُ) جاء من الله (قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) ـ ٦٦ ـ يقول بمسيطر نسختها آية السيف (٣) (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) يقول لكل حديث حقيقة ومنتهى يعنى
__________________
(١) فى ل : فكشفه عن أمته ، أ : وكشف عن أمته.
(٢) ورد فى أسباب النزول للسيوطي : ١٠٠ ، ما يتعلق بسبب نزول الآية وفيه طرف مما ذكره مقاتل. وملخص ما ذكره مقاتل : أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أكثر الدعاء لله أن يكشف عن أمته العذاب بألوانه الأربعة الحصب ، والخسف ، والفرقة ، والقتل ، وأن الله استجاب فى اثنتين فكشف عن أمته عذاب الحصب والخسف ، ولم يستجب له فى اثنتين هما الفرقة والقتل. فالله لا يعذب أمة محمد بالحصب ولا بالخسف. ولكن يعذبها بالفرقة والقتل. نسأل الله السلامة والعناية لنا وللمسلمين آمين.
(٣) لا نسخ هنا ، وإنما هو تدرج فى التشريع فأمر المسلمون بالصبر والاحتمال والمسألة فى أول الدعوة ثم أمروا بالدفاع عن أنفسهم ثم بقتال المشركين كافة لأنهم وقفوا بقوتهم وجبروتهم فى سبيل تبليغ الدعوة فكان قتالهم ، ردا للعدوان ، وإزالة للعقبات من وجه تبليغ الدعوة وتمكينا لدين الله أن يسمعه كل فرد دون ضغط عليه.
وكان تشريع الله لكل مرحلة بما يناسبها ، مرحلة الصبر والمسألة فى حالة الضعف ثم مرحلة رد العدوان وإزالة قوى الشر فى حالة القوة.