وسلم ـ بأنه نبى ورسول (وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ) يعنى لا تقولوا إن الله ـ عزوجل ـ ثالث ثلاثة (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ) يعنى عيسى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) من الخلق عبيده وفى ملكه عيسى وغيره (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) ـ ١٧١ ـ يعنى شهيدا بذلك ثم قال ـ عزوجل ـ : (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ) يعنى لن يأنف (أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا) [٩١ أ] يستنكف (الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ) أن يكونوا عبيدا لله ليعتبروا بكون الملائكة (١) أقرب إلى ـ الله عزوجل ـ منزلة من عيسى ابن مريم (٢) وغيره فإن عيسى عبد من عباده ثم أوعد النصارى فقال : (وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ) يعنى ومن يأنف (عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ) يعنى ومن يأنف عن عبادة الله يعنى التوحيد ويستكبر يعنى ويتكبر عن العبادة (فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً) ـ ١٧٢ ـ فلم يستنكف ويستكبر غير إبليس وأخبر المؤمنين بمنزلتهم فى الآخرة ومنزلة المستنكفين فقال : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ) يعنى فيوفى لهم جزاءهم (وَيَزِيدُهُمْ) على أعمالهم (مِنْ فَضْلِهِ) الجنة.
(وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا) يعنى أنفوا (وَاسْتَكْبَرُوا) عن عبادة الله بالتوحيد (٣) (فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً) يعنى وجيعا (وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا) يعنى قريبا ينفعهم (وَلا نَصِيراً) ـ ١٧٣ ـ يعنى مانعا يمنعهم من الله ـ عزوجل ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ) يعنى بيان وهو القرآن (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) ـ ١٧٤ ـ يعنى ضياء بينا من العمى وهو القرآن (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ)
__________________
(١) فى أ : أن يكون الملائكة ، ل : أن الملائكة.
(٢) فى أ : زيادة «صلىاللهعليهوسلم» ، ل : ليس فيها هذه الزيادة.
(٣) فى أ : التوحيد.