فإن الله وملائكته يشهدون بذلك (١) فذلك قوله ـ عزوجل ـ (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) من القرآن (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ) بذلك (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) ـ ١٦٦ ـ يقول فلا شاهد أفضل من الله بأنه أنزل عليك القرآن «ثم قال يعنيهم» (٢) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى اليهود كفروا بمحمد والقرآن (وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يعنى عن دين الإسلام (قَدْ ضَلُّوا) عن الهدى (ضَلالاً بَعِيداً) ـ ١٦٧ ـ يعنى طويلا ثم قال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى اليهود كفروا بمحمد والقرآن (وَظَلَمُوا) يعنى وأشركوا بالله (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً) ـ ١٦٨ ـ إلى الهدى ثم استثنى (إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها) يعنى طريق الكفر ، فهو يقود إلى جهنم خالدين فيها (أَبَداً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) ـ ١٦٩ ـ يعنى عذابهم على الله هينا (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ) يعنى محمدا (بِالْحَقِ) يعنى بالقرآن (مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ) يعنى صدقوا بالقرآن فهو خير لكم من الكفر (وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الخلق (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) ـ ١٧٠ ـ (يا أَهْلَ الْكِتابِ) يعنى النصارى (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) يعنى الإسلام فالغلو فى الدين أن تقولوا على الله غير الحق فى أمر عيسى ابن مريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ) وليس لله ـ تبارك وتعالى ـ ولدا (وَكَلِمَتُهُ) يعنى بالكلمة قال كن فكان (أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) يعنى بالروح أنه كان من غير بشر نزلت فى نصارى نجران فى السيد والعاقب ومن معهما ثم قال ـ سبحانه ـ : (فَآمِنُوا) يعنى صدقوا (بِاللهِ) ـ عزوجل ـ بأنه واحد لا شريك له (وَرُسُلِهِ) يعنى محمدا ـ صلى الله عليه
__________________
(١) ورد ذلك فى أسباب النزول للواحدي : ١٠٦. كما ورد فى لباب النقول للسيوطي : ٨٢.
(٢) هذه من ل. وليست فى أ.