ـ عزوجل ـ فقال : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) (١) (كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) يعنى من بعد نوح هود وصالح (وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ) يعنى بنى يعقوب يوسف وإخوته وأوحينا إليهم فى صحف إبراهيم ثم قال (وَ) أوحينا إلى (عِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) ـ ١٦٣ ـ ليس فيه حد ولا حكم ولا فريضة ولا حلال ولا حرام خمسين ومائة سورة فأخبره الله بهن ليعلموا أنه نبى فقالت اليهود : ذكر محمد النبيين ولم يبين لنا أمر موسى أكلمه الله أم لم (٢) يكلمه؟ فأنزل الله ـ عزوجل ـ فى قول اليهود (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) هؤلاء بمكة فى الأنعام (٣) وفى غيرها لأن هذه مدنية (وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) ـ ١٦٤ ـ يعنى مشافهة وهو ابن أربعين سنة ليلة النار ومرة أخرى حين أعطى التوراة (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ) بالجنة (وَمُنْذِرِينَ) من النار [٩٠ ب](لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) فيقولوا (٤) : يوم القيامة لم يأتنا لك رسول (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) ـ ١٦٥ ـ حكم إرسال الأنبياء إلى الناس فقال لهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إنكم لتعلمون حق ما أقول ، وإنه لفي التوراة فإن تتوبوا وترجعوا (٥) يغفر لكم ذنوبكم. قالوا : لو كان ما تقول فى التوراة لتابعناك. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : والله إنكم لتشهدون بما أقول. قالوا : ما عندنا بذلك شهادة قال الله ـ عزوجل ـ فإن لم يشهد لك أحد منهم
__________________
(١) ورد ذلك فى كتاب لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي : ٨٢. ولم يرد فى أسباب النزول للواحدي.
(٢) فى أ : أو.
(٣) يشير إلى الآيات (٨٣ ـ ٨٧) من سورة الأنعام وبدايتها (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ ..) الآيات.
(٤) فى أ : فيقولون.
(٥) فى أ : وتراجعوا.