ليلا ففضحونا ، ولم يكن معهم رسول من قبلك ونأمرهم [٨٤ ب] أن يبرءوا صاحبنا لتنقطع ألسنة الناس عنا بما قذفونا به ، ونخبره أنها وجدت فى دار أبى مليك. فأتوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأخبروه فصدق النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ طعمة وأبرأه من ذلك ، وهو يرى أنهم قد صدقوا فأنزل الله ـ تعالى ـ (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) يعنى القرآن (بِالْحَقِّ) لم ننزله باطلا عبثا لغير شيء (لِتَحْكُمَ) يعنى لكي تحكم (بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ) يعنى بما علمك الله فى كتابه كقوله ـ سبحانه ـ : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (١) (وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) ـ ١٠٥ ـ يعنى طعمة ، ثم قال : (وَاسْتَغْفِرِ اللهَ) يا محمد عن جدالك عن طعمة حين كذبت عنه فأبرأته من السرقة (إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) ـ ١٠٦ ـ فاستغفر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عند ذلك (وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ) يعنى طعمة (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً) ـ ١٠٧ ـ فى دينه أثيما بربه (يَسْتَخْفُونَ) يعنى يستترون بالخيانة (مِنَ النَّاسِ) يعنى طعمة (وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ) ولا يستترون بالخيانة من الله (وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ) يعنى إذ يؤلفون (ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) لقولهم إنا نأتى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فنقول له كذا وكذا ، فألقوا قولهم بينهم يعنى قتادة وأصحابه ليدفعوا عن صاحبهم ما لا يرضى الله من القول (وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) ـ ١٠٨ ـ يعنى أحاط علمه بأعمالهم يعنى قوم الخائن قتادة بن النعمان وأصحابه ثم قال يعنيهم : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) قوم الخائن (جادَلْتُمْ عَنْهُمْ) نبيكم (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) عن طعمة (فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) ـ ١٠٩ ـ يعنى به قومه يقول أم من يكون لطعمة مانعا فى الآخرة ، ثم عرض على طعمة التوبة فقال :
__________________
(١) سورة سبأ : ٦.