فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) إذا أقمتم فى بلادكم فأقيموا الصلاة يعنى فأتموا الصلاة كاملة ولا تقصروا (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) ـ ١٠٣ ـ يعنى فريضة معلومة كقوله : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) (١) يعنى فرض عليكم القتال. (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ) يقول ولا تعجزوا : كقوله : (فَما وَهَنُوا) (٢) يعنى فما عجزوا فى طلب أبى سفيان وأصحابه يوم أحد بعد القتل بأيام فاشتكوا إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الجراحات فأنزل الله ـ عزوجل ـ (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ) يعنى تتوجعون (فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ) يعنى يتوجعون كما تتوجعون (وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ) من الثواب والأجر (ما لا يَرْجُونَ) يعنى أبا سفيان وأصحابه (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بخلقه (حَكِيماً) ـ ١٠٤ ـ فى أمره. (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) وذلك أن يهوديا يسمى زيد بن السمين ، كان استودع طعمة بن أبيرق الأنصارى ـ من الأوس من بنى ظفر بن الحارث ـ درعا (٣) من حديد ثم إن زيدا اليهودي طلب درعه فجحده طعمة ، فقال زيد لقومه : قد ذكر لي أن الدرع عنده فانطلقوا حتى نلتمس داره فاجتمعوا ليلا فأتوا داره ، فلما سمع جلبة القوم أحس (٤) قلبه أن القوم إنما جاءوا من أجل الدرع فرمى به فى دار أبى مليك فدخل القوم داره فلم يجدوا الدرع فاجتمع الناس ، ثم إن طعمة اطلع فى دار أبى مليك (٥) ، فقال : هذا درع فى دار أبى مليك ، فلا أدرى : هي لكم أم لا؟ فأخذوا الدرع ثم إن قوم طعمة ـ قتادة بن النعمان وأصحابه ـ قالوا : انطلقوا بنا إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فلنبرئ صاحبنا ، ونقول إنهم أتونا
__________________
(١) سورة البقرة : ٢١٦.
(٢) سورة آل عمران : ١٤٦.
(٣) فى أ : درع.
(٤) فى أ : حس ، ل : أحس.
(٥) فى أزيادة : فدخل القوم داره.